سكاي نيوز عربية - 9/17/2025 10:13:37 AM - GMT (+2 )

تصعيد أميركي لمواجهة الإخوان المسلمين
ويشير مشروع القرار إلى ضرورة تجفيف منابع التمويل ومصادر الدعم للتنظيم وفروعه في سوريا وليبيا والكويت، بما في ذلك حماس، بهدف تعزيز قدرة الدول على مواجهة التهديدات الإرهابية.
كما يأتي هذا التحرك في ظل اختبار جاد للسياسة الأميركية في السودان، إذ أكد بيان رباعي مشترك بين واشنطن وأبوظبي والقاهرة والرياض على ضرورة إنهاء القتال ورفض أي تدخلات من التنظيمات المتطرفة.
زهدي الجاسر: التصنيف ضرورة للحرية والأمن
أكد زهدي الجاسر، المؤسس المشارك لحركة الإصلاح الإسلامي، في حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية، أن تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية يمثل خطوة أساسية لحماية المجتمعات الغربية والمسلمة على حد سواء.
وقال: "لا يمكن معالجة السرطان من دون معالجة هذا الورم نفسه.. تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي يمنحنا مجالا للتنفس ويقوي قدرة الدول على التصدي للتهديدات."
وأضاف أن هذا التصنيف سيشمل جميع الفروع المرتبطة بالإخوان، مثل حماس، وسيسهم في الحد من الموارد المالية والتكنولوجية والعسكرية لهذه التنظيمات، وهو ما يعزز أمن الدول الموقعة على الاتفاقيات الإبراهيمية.
التهديد الأيديولوجي.. الخطر الأكبر
وفقا للجاسر، يكمن الخطر الأكبر في الفكر الإخواني نفسه، الذي يعتمد على تفسير النصوص الدينيّة بطريقة تبرر الوسيلة بالغاية، وتهاجم القيم الغربية، وتقدم إسرائيل كعدو للحرية.
وذكر أن هذا الفكر تجلى في مؤسسات ومنظمات إخوانية في الغرب، بما فيها المساجد وجمعيات متعددة، التي دعَت منذ تسعينيات القرن الماضي إلى تدمير المجتمعات الغربية، رغم اعتمادها على أسماء ومسميات تبدو معتدلة.
وأشار الجاسر إلى أن هذه الأيديولوجية توفر غطاء قانونيا وشرعيا لأنشطة إرهابية، كما أن التمويل لا يزال متاحا عبر قنوات مختلفة، لكنه سيصبح أصعب بكثير في حال إقرار التصنيف الأميركي.
تجربة الولايات المتحدة وأوروبا
الجاسر لفت إلى أن الإدارة الأميركية السابقة برئاسة ترامب عملت على إغلاق حدود وتمرير قوانين لمساءلة الأشخاص الذين يروجون للإرهاب أو يدعمون منظمات مثل حماس، وأن تصنيف الإخوان سيمنح السلطات الأمنية قدرة أكبر على حماية المواطنين، كما سيساهم في كشف الشبكات المرتبطة بالإخوان في الغرب.
وفي السياق الأوروبي، أشار إلى أن الفكر الإخواني يشكل تهديدا مماثلا، حيث تسعى التنظيمات إلى فرض رؤاها على المجتمعات، مع التحريض على الكراهية وتقويض الديمقراطية والحرية، وهو ما يعكس الحاجة الملحة لتصنيف التنظيم كإرهابي عالميا.
السودان ومواجهة الإرهاب
شهد السودان حالة ضغط أميركية وإقليمية لتقويض تأثير الإخوان المسلمين والتنظيمات التابعة لهم، حيث أكدت واشنطن والدول الأربع في بيان رباعي على أن مستقبل السودان لن تُحدده التنظيمات المتطرفة.
واعتبر الجاسر أن حماية الدول من الأيديولوجية الإخوانية ضرورية لضمان أمن الأقليات والحرية في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية على حد سواء.
يبدو أن الضغط الأميركي لتصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية يحمل دلالات استراتيجية واسعة، تتجاوز مجرد الإجراءات القانونية لتشمل أمن المجتمعات الغربية والعالمية، وحماية الحريات العامة، وتقويض قدرة التنظيم على التوسع والتمويل.
تصريحات زهدي الجاسر تسلط الضوء على الجانب الأيديولوجي كـ"ورم" يتطلب علاجا جذريا، وإلا فإن المجتمعات ستظل عرضة لتأثيرات هذا الفكر المتطرف في الداخل والخارج.
إقرأ المزيد